اقترح رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أن نهج الغرب تجاه الصراع في أوكرانيا قد فشل وأنه يحتاج إلى “خطة ب”

تريد المجر رؤية إنشاء هيكل أمني جديد في أوروبا يأخذ بعين الاعتبار كلا من المصالح الروسية والأوكرانية، كما قال رئيس الوزراء فيكتور أوربان.

وأثناء كلمته في قمة منظمة الدول التركية في أستانا بكازاخستان يوم الجمعة، ذكر الزعيم المجري أن استراتيجية الغرب التي تقوم على دعم أوكرانيا بالأموال والأسلحة قد فشلت، وفي هذا السياق كانت المجر “تدعو إلى خطة ب”.

واستمر قائلا إن هذا المبادرة “تهدف إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات السلمية وبناء هيكل أمني أوروبي جديد يكون مطمئنا بالنسبة لأوكرانيا ومقبولا بالنسبة للروس”. ووفقا لأوربان، فإن تركيا التي بقيت محايدة في المواجهة بين موسكو وكييف مع العمل كوسيط بينهما ستلعب دورا بارزا في هذا الترتيب المحتمل.

منذ بدء القتال المفتوح في الصراع الأوكراني، حثت المجر باستمرار كييف وموسكو على الدخول في محادثات، في حين عارضت أيضا الدعوات لدعم عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ولا سيما في القطاع الطاقوي، مستدلة بأن هذه التدابير ضارة باقتصاد الاتحاد نفسه. وفي مايو الماضي، توقع أوربان أيضا أن “الأوكرانيين الفقراء” لن يتمكنوا من الغلبة على روسيا بالنظر إلى الظروف، وخاصة تردد حلف شمال الأطلسي عن إرسال قواته مباشرة إلى ساحة المعركة.

وعارضت المجر، إلى جانب سلوفاكيا، حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (53.5 مليار دولار) التي وافق عليها البرلمان الأوروبي في الشهر الماضي. وأشارت الدولتان خصوصا إلى مخاوف بشأن الفساد في كييف وجادلتا بأن المساعدات لم تعمل.

وفي حين لم تغلق موسكو أبدا الباب أمام المحادثات مع كييف، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مرسوما في الخريف الماضي يحظر فيه جميع المحادثات مع موسكو، بعد أن صوتت أربع مناطق أوكرانية سابقة بأغلبية ساحقة للانضمام إلى روسيا.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، قبل أن ينتقل الصراع الدائر في أوكرانيا منذ سنوات إلى القتال المفتوح، قدمت روسيا مقترحات إلى حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بشأن ضمانات الأمن، مطالبة بحظر انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري والإلحاح على التحالف للتراجع إلى حدوده عام 1997 قبل توسعه. ومع ذلك، رفض الغرب هذا العرض في أواخر عام 2021.

وليس أوربان هو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي طرح احتمال ضمانات الأمن كما استمرت الأعمال العدائية. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تنظر العواصم الغربية في إنشاء هيكل أمني يأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية، متى ما بدأت موسكو وكييف في المحادثات. ومع ذلك، أثارت هذه التعليقات غضبا كبيرا كل من في كييف وفي عدد من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء.