يلفت بدء موسم الإبلاغ عن الأرباح للربع الثالث الانتباه إلى أداء قطاع البنوك. يراقب المحللون عن كثب هذه النتائج لقياس ما إذا كان القطاع على طريق التعافي. حاليًا، تجد أسهم البنوك نفسها تتداول بالقرب من أدنى مستوياتها لهذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انهيار First Republic Bank في مايو. شهد مؤشر KBW للبنوك ($BKX) تراجعًا بنسبة -24٪ هذا العام، متخلفًا بشكل كبير عن مؤشر S&P 500 ($SPX) الأوسع نطاقًا، الذي شهد مكسبًا بنسبة +14٪ على مدار الفترة نفسها.

تواجه أسهم البنوك العديد من الرياح المعاكسة التي ساهمت في هذا الأداء الضعيف. وتشمل هذه التحديات تأثير ارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة الأعباء التنظيمية، والتغييرات التنظيمية المقترحة التي يمكن أن تفرض متطلبات رأسمالية أعلى على البنوك. بالإضافة إلى ذلك، أدت الخسائر غير المحققة في محافظها الاستثمارية وارتفاع عمليات شطب القروض المتعثرة إلى تآكل ربحية العديد من البنوك. وتخلق هذه العوامل مجتمعة حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين في القطاع المصرفي، مما يدفعهم إلى اتباع نهج حذر.

يتزايد القلق لدى البنوك بشأن الخسائر غير المحققة في محافظ القروض الخاصة بها، والتي يدفعها جزئيًا الارتفاع الأخير في سعر سندات الخزانة ذات العشر سنوات إلى أعلى مستوى لها في 16 عامًا. وقد أدى ذلك إلى مخاوف من أنه مع استمرار الاحتياطي الفيدرالي في الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة ممتدة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عمليات الشطب بالنسبة للبنوك بسبب معاناة المقترضين. على سبيل المثال، توقعت First Horizon Corp مؤخرًا شطبًا إجماليًا يبلغ حوالي 100 مليون دولار للربع الثالث.

لا يزال بعض المحللين يحذرون من الآفاق قصيرة الأجل لأسهم البنوك، مشيرين إلى أن البيئة لا تزال غير مستقرة. ويشيرون إلى أن نتائج الربع الثالث من المرجح أن تؤكد تقدم خسائر القروض، وإن كانت من مستويات غير عادية مواتية. ونظرًا لارتفاع مستوى عدم اليقين، قد يكون من الضروري بعض الوقت قبل أن يمكن تحديد نظرة أكثر بناءً لأسهم البنوك، حيث تتصارع الأسواق مع عمق ضعف الائتمان.

على الرغم من هذه المخاوف، تجذب نتائج صافي دخل الفائدة للبنوك في الربع الثالث الانتباه، وخاصة بسبب ارتفاع تكاليف الودائع مع تنافس المؤسسات المالية على الأعمال، وهي حالة أحدثها التحديات التي واجهتها البنوك الإقليمية مثل Silicon Valley Bank في مارس. ومع ذلك، ليس جميع المحللين متشائمين بشأن أسهم البنوك. ترى سيتي جروب أن أسهم البنوك مقيمة بأقل من قيمتها، وتعتقد أن لديها إمكانية الانتعاش. كما يشير UBS إلى أن البنوك كبيرة الحجم مباعة بشكل مفرط، ويعزو المشاعر الحالية إلى مخاوف غير مبررة بدلاً من القضايا الأساسية.

ختامًا، لا يزال مشهد الاستثمار في أسهم البنوك غير مؤكد، يطبعه تحديات مثل التغييرات التنظيمية وارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف الائتمان. تبقى النظرة على المدى القريب مختلطة، حيث يرى بعض المحللين فرصًا مقيمة بأقل من قيمتها في حين يظل آخرون حذرين حتى يتضح مسار التعافي. يجب على المستثمرين تقييم القطاع وأداء البنوك بعناية قبل اتخاذ قرارات الاستثمار.