مؤشر داو جونز الصناعي (DOWI)، على الرغم من أن تكوينه تطور مع مرور الوقت، لا يزال مؤشر أسهم واسع الانتشار على وول ستريت. وهو يتكون من 30 شركة أمريكية بارزة، يوفر مؤشر داو نظرة أكثر تركيزًا على سوق الأسهم مقارنة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX) أو الأوسع نطاقًا مؤشر ناسداك المركب (NASX). على الرغم من نطاقه الأضيق، إلا أن أسهم داو تعتبر عمالقة الصناعة، وحركات أسعارها تحمل أهمية.
حتى الآن في العام، شهد مؤشر داو ارتفاعات متواضعة حوالي 3٪، مقارنة بالارتفاع البالغ 30٪ في مؤشر ناسداك و14٪ في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. وملاحظة بارزة، بوينغ (NYSE: BA)، وهي شركة طيران فضائية تبلغ قيمتها 116 مليار دولار، شهدت انخفاضًا حديثًا قدره ما يقرب من 20٪ خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
على مدى فترة أطول، أدت بوينغ أداءً أفضل من السوق الأوسع، حيث سجلت ارتفاعًا قدره 16٪ في الـ 52 أسبوعًا الماضية. ويتوقع المحللون مزيدًا من الارتفاع في العام المقبل.
هل الانخفاض الحالي فرصة للاستثمار في هذه الشركة الزرقاء ذات السمعة الطيبة؟ دعونا نتعمق في أداء بوينغ وإمكاناتها المستقبلية.
أسباب انخفاض سعر أسهم بوينغ
يمكن إرجاع انخفاض سعر أسهم بوينغ إلى تقريرها عن خسارة صافية أكبر من المتوقع قدرها 1.64 مليار دولار في الربع الثالث من 2023. وهذه هي المرة الخامسة على التوالي التي تعاني فيها الشركة من الخسائر، مع تعديل سلبي في التوقعات السنوية لإنتاجها من طائرات 737. كما ساهمت التكاليف المستمرة المتعلقة بمشاكل التصنيع والخسائر الكبيرة على العقود المكلفة، بما في ذلك مشروع طائرة القوات الجوية واحد، في هذا الانخفاض.
ومع ذلك، فقد تجاوزت إيرادات الربع الثالث توقعات المحللين، حيث ارتفعت بنسبة 13٪ لتصل إلى 18.1 مليار دولار. ويبقى الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ ديف كالهون متفائلاً بشأن قدرة الشركة على تحقيق أهدافها المالية للعام الحالي وما بعده.
مشاريع بوينغ المستقبلية
تتمتع بوينغ برصيد كبير من الطلبات يبلغ قيمته 469.2 مليار دولار، مما يشير إلى ارتفاع بنسبة 7٪ مقارنة بالربع السابق وارتفاع كبير بنسبة 23٪ مقارنة بالعام الماضي. وهذا الرصيد هو الأكبر منذ عام 2019، مما يشير إلى حجم كبير من الأعمال المتعاقد عليها.
إحدى القضايا المستمرة التي واجهتها بوينغ هي المشاكل المتعلقة بالصيانة المستمرة لطائراتها من طراز 737 ماكس. وتوفر اتفاقية حديثة مع موردها سبيريت إيروسيستمز (NYSE: SPR) وضوحًا بشأن كيفية تأثير هذا على مستقبل بوينغ. بالإضافة إلى صفقة محتملة مع شركة فيتنام ايرلاينز لشراء 50 طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس بقيمة 7.5 مليار دولار.
علاوة على ذلك، أعادت إدارة بوينغ التأكيد على هدفها المتمثل في توليد تدفق نقدي حر يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار للعام. ورغم هذه العلامات الإيجابية، لا تزال بوينغ تواجه تحديات مثل تأخيرات الإنتاج وارتفاع تكاليف التصنيع وحساسيتها للعوامل الخارجية.
توقعات وول ستريت لبوينغ
على الرغم من التحديات التي واجهتها بوينغ منذ عام 2018، فإن خبراء وول ستريت يحتفظون بنظرة إيجابية لمستقبل الشركة. ويتفق الجميع على أن بوينغ من المتوقع أن تعود إلى الربحية في الربع الأول من عام 2024، مع توقع متوسط للأرباح قدره 0.20 دولار للسهم الواحد.
أما بالنسبة للسنة المالية 2024، فإن التوقع المتوسط للأرباح هو 3.31 دولار للسهم، مما يمثل استعادة كبيرة مقارنة بالخسارة المتوقعة البالغة 5.61 دولار للسهم هذا العام.
ويبدو المحللون متفائلين للغاية بشأن بوينغ، حيث حصلت على تصنيف “شراء قوي” عام. ومن بين 16 محللاً، يوصي 13 بـ “شراء قوي”، في حين يتخذ 3 موقفًا أكثر حذرًا بـ “الاحتفاظ”. ولا يوصي أي محلل ببيع الأسهم.
وقد وضع المجتمع التحليلي هدف سعر متوسط لأسهم بوينغ قدره 245.06 دولار، مشيرًا إلى احتمال ارتفاع قدره 28٪ من مستوياتها الحالية.
استنتاج
ليست بوينغ نوع الاستثمار الذي يمكنك وضعه ونسيانه. إذا كنت على استعداد لمواجهة تقلبات السوق، فقد يكون شراء الأسهم أثناء انخفاضها خطوة استراتيجية. ومع ذلك، في حين يبدو المحللون متفائلين، لا تنس أن بوينغ، على الرغم من كونها أسهمًا “مملة” من داو، لا تزال تعمل في وضع خسارة. تأكد من أن هذه الأسهم المتقلبة تتماشى مع استراتيجية استثمارك واحتمالات المخاطرة التي تقبلها.