تمتعت ربة المنزل المينيسوتية دوت ليون (جونو تمبل) بحياة هادئة ومريحة. يعبدها زوجها (ديفيد ريسدال). ابنتهما المراهقة (سيينا كينغ) هي كل عالمها. العائق الوحيد الظاهر لسعادتها هي حماتها المتعالية (جينيفر جايسون لي) التي تملك أكبر وكالة للديون في أمريكا – والتي تعتقد أن دوافع دوت للزواج من ابنها لم تكن طاهرة. ثم يأتي يوم تظهر زوجة شرسة على باب العائلة ليعيدوا دوت إلى ماضي مؤلم لم تكشف عنه لعائلتها. ولن تذهب بهدوء.

هكذا تبدأ الموسم الخامس من مسلسل “فارغو” الجريمي الموسمي الذي أنتجه الإخوة كوين على قناة “FX”، والذي سيعرض ابتداءً من 21 نوفمبر. كاستكمال للموسم الرابع الذي عرض في عام 2020 والذي استكشف هوية أمريكا في الخمسينيات بطريقة طموحة لكنها كانت مزدحمة، فإن هذا الموسم هو عودة أكثر تركيزًا وفكاهة ودراما إلى الشكل الأصلي للمسلسل الذي أنشأه نوح هولي. هذه المرة، الجنس والطبقة هما ساحات المعركة التي تقاتل فيها الحرب الأزلية بين الخير والشر.

تدور أحداث الموسم في خريف عام 2019 المشؤوم وقبل انتشار فيروس كورونا وأحداث 6 يناير، وهو مليء بأنواع الشرطة المتورطة في قضية دوت الذين يصبحون رموزًا لرؤى مختلفة للعدالة. تتضمن شرطة الخير الرئيسية في “فارغو” ضابطة من مينيسوتا عملية (ريتشا مورجاني) ونظيرتها المهتمة بالعدالة في داكوتا الشمالية (لامورن موريس). كما هناك زوج من عملاء الإف بي الجافين اللذين يعبدان القواعد. أما الأفضل والأسوأ فهو جون هام الذي يلعب دور “عمدة الشرطة الدستوري” روي تيلمان، العنيف والمكروه للنساء بشكل فظيع الذي يدير فرقته كما لو كانت مافيا خاصة به.

بالإضافة إلى موسيقى التصوير الرائعة والمخيفة (معجبو فيلم “الكابوس قبل الميلاد” استعدوا أنفسكم للعثور على إشارات إلى الفيلم بكثرة) والتصوير الساحر على عادته، فإن هذا المزيج الذكي من الشخصيات الغريبة يجعل “فارغو” متعة لمشاهدتها. تخفي جونو تمبل المشهورة بحماسها إرادة حديدية خلف تلك الطاقة. تنثر جينيفر جايسون لي السخرية وعدم الاهتمام، كما لديها نظرياتها الخاصة بالعدالة. أما جون هام فهو تناقضها المثالي، بكل تلك العضلات الذكورية.

إذا كنت تبحث عن صدى سياسي معاصر، فستجده بالتأكيد في المفاوضات اللازمة بين لورين ليون سيدة الأعمال المليارديرة النخبوية وروي تيلمان الشعبوي المتدين الذي يتبجح بالكتاب المقدس حول مصير امرأة فقيرة يائسة. لكن، كما يشير الشخصية غير الطبيعية التي يصف نفسها بأنها لا شيئية (سام سبرويل) التي ترتدي الكيلت في أطراف القصة، فإن هذه قصة تعليمية لا رأي سياسي. من خلال جلبه لمنظورات متناقضة لهذه الدرجة حول مصير دوت، فإن هولي لديه أسئلة أكثر أساسية في باله.